وإليك جانباً مختصراً من هذا
إن الاكتشاف المذهل الذي ينتظر مبتدئي دراسة
علم الفيزياء هو نتيجة الدليل الذي تم جمعه أثناء تطور الميكانيكا الكمية وهي أن
" الجسيمات" تظهر دائماً أنها تتخذ
قرارات!! والأكثر من ذلك أن القرارات التي تتخذها تكون قائمة على قرارات تؤخذ في مكان
آخر، حيث يبدو أن تلك الجسيمات تعرف في الحال والقرارات التي تم اتخاذها في الأماكن
الأخرى، وقد يكون هذا المكان الآخر بعيد في نفس بعد مجرة أخرى ... إن المضمون الفلسفي للميكانيكا الكمية هو أن جميع الأشياء
التي في عالمنا (بما فيها نحن) والتي تظهر منفصلة ومستقلة عن بعضها البعض هي في الواقع
أجزاء من نموذج عضوي يضم كل شيء، ولا يوجد
في الحقيقة أجزاء من هذا النموذج منفصلة عنه أو منفصلة عن بعضها البعض.
وبالنسبة لي فإن هذا ببساطة يعني أن العلم
بدأ في التماشي معي واللحاق بكل ما ظل يؤكده الأساتذة الروحانيون لقرون عديدة. إن الجسيمات
صغيرة للغاية لدرجة يعجز فهمنا العقلي عن إدراكها. وهي (وأنت منها) الجوهر الحقيقي
للكون، وهي لا تتصرف وفقاً للأساليب التي قام " نيوتين" والعلماء الأوائل بوضعها لها، كما انها ليست في
حاجة إلى الوقت كمتغير بين نقطة وأخرى؛ وذلك لأن الجسيم الموجود في هذه النقطة هو نفسه
الموجود في الأخرى. ويوضح آنف الذكر ذلك قائلاً.
يمكن لأحد الجسيمات هنا أن يتحد أو يتثمل
بأحد الجزيئات هناك (عن طريق مناداته، أو إرسال صورة تليفزيونية إليه، أو التلويح له،
... إلخ)، ولكن ذلك يستغرق وقتاً حتى ولو كان واحداً على ألف من الثانية الواحدة. وإذا
كان الجزيئان في مجرتين مختلفتين فيمكن أن يستغرق هذا قروناً. ولكي يعرف أحد الجزيئات
هنا ما يدور هناك أثناء حدوثه لابد أن يتواجد هناك، ولكن إن كان الجسيم هناك فهو لا
يمكن ان يتواجد هنا في نفس الوقت. فإذا تواجد في المكانين في نفس الوقت فإنه لم يعد
بذلك أحد الجسيمات. وهذا يعني أن الجسيمات ترتبط مع بعضها البعض بطريقة منظمة وحميمة
تتصادف مع تعريفنا للتكامل والتناسق.
إن الجسيمات التي توجد في مكانين في نفس
الوقت تتحدى كل شيء نؤمن به وتتحدى ما هو متعلق بطبيعة وجودنا وبطبيعة الوجود. إننا
بعد أن نطلع على الاكتشافات الحديثة في الفيزياء والأسئلة الجديدة التي يتم طرحها؛
يصبح من الواضح أوجه القصور في وجهات نظرنا القديمة، فحقيقة أننا لا نستطيع أن نرى
كيف يرتبط كل هذا لا تعني أنه غير موجود.
إن كل الذي نعتقد أننا نعرفه عن كيفية ارتباط
أوجه الحياة ببعضها البعض هو في الواقع بعض أنواع الوهم والخداع البصري نقع فيه بأنفسنا
بسبب رؤيتنا المحدودة. وما يبدو على أنه أشياء جامدة ــــ مثل الأحجار ـــــ اتضح أنها
ليست حية فقط بنفس الطريقة التي نحن عليها وإنما أيضاً تتأثر بوسائل لا نهائية بالمثير
كما يتأثر البشر. إنك سوف تعجز عن التمييز بين ما هو حي وما هو جامد عندما تدخل عالم
الميكانيكا الكمية وتحاول أن تحدد طيف ترتبط هذه الجسيمات التي تتكون منها أنت وكل
شيء آخر في عالمنا مع بعضها البعض. والخلاصة هنا هي أن علم الفيزياء وعلم ما وراء الطبيعة
يظهران أن بالكون نظاماً يتجاوز قدرتنا على إدراكه بعقولنا. إن حقيقة أننا نلاحظ شيئاً
بأفكارنا تؤثر على ما نقوم بتدقيق النظر إليه وفحصه، وعلى الرغم من أننا قد نعتقد أننا
بعيدون عن هذا الشيء. وهذه هي الطريقة التي يرتبط بها الجميع بطريقة معقدة يصعب فهمها.
في هذه الرحلة الصغيرة الضئيلة في عالم
علم الفيزياء الحديث؛ نجد أن هذه الجسيمات صغيرة جداً لدرجة أن أحدها في مبنى مكون
من أربعة عشر طابقاً غير مأهول بالسكان يمكن أن يكون في حجم حبة ملح. ولا تنس أن نظرة
خاطفة داخل أقوى ميكروسكوب على سطح الأرض تكشف ملايين على ملايين من المباني ذات الربعة
عشر طابقاً وذلك في أصغر شيء نلاحظه. عندما تتسلح بهذا المفهوم، هل تستطيع أن تبدأ
في الإيمان بمفهوم التزامن؟ وكيف لا؟ إن جوهر العالم الذي نعيش فيه من منظور أصغر الجسيمات
وحتى الفراغ اللامتناهي يبدو وكأنه مكون من نموذج منظم ومتزامن نعد نحن جزءاً منه.
غن كل منا هو بمثابة جسيم هنا وفي مكان آخر في ذات الوقت، وجميعنا يتصل بالنموذج الكبير
الملهم لهذه العملية بأكملها ويتصرف ككائن فريد، ومع ذلك تجدنا مرتبطين في نفس الوقت
بالمخلوقات الأخرى مثل تلك الجسيمات داخل الذرة، داخل الجزيء، داخل الخلية، داخل المخلوق،
داخل الكون. إنه متزامن وتام وكذلك نحن. لا شيء يحدث من قبيل المصادفة. ويكشف علم الفيزياء
الكمية عن أن أصغر الجسيمات تعمل جميعاً مع بعض الكمال الغامض كل على حده وفي انسجام
مع كافة الجسيمات الأخرى في أي مكان في الكون في نفس اللحظة، فليس هناك حاجة إلى فترة
زمنية.
لا يبدو صعباً عندئذ أن نرى أننا نخضع جميعاً
لنفس النظام، إننا جزء من الرقصة المتزامنة التي تبدو مستحيلة. وبينما يبدو إننا نتخذ
قرارات عديدة في إدارة حياتنا اليومية وفي نفس الوقت ـــــ وأقصد في نفس الوقت بالضبط
ــــ فإننا نعد أيضاً جزءاً من الصورة الأكبر التامة والمتقنة بالفعل، وبالتالي تصبح
الحوادث والأشياء العشوائية ببساطة ليست محل نقاش. وإليك جانباً مختصراً من هذا
إن الاكتشاف المذهل الذي ينتظر مبتدئي دراسة
علم الفيزياء هو نتيجة الدليل الذي تم جمعه أثناء تطور الميكانيكا الكمية وهي أن
" الجسيمات" تظهر دائماً أنها تتخذ
قرارات!! والأكثر من ذلك أن القرارات التي تتخذها تكون قائمة على قرارات تؤخذ في مكان
آخر، حيث يبدو أن تلك الجسيمات تعرف في الحال والقرارات التي تم اتخاذها في الأماكن
الأخرى، وقد يكون هذا المكان الآخر بعيد في نفس بعد مجرة أخرى ... إن المضمون الفلسفي للميكانيكا الكمية هو أن جميع الأشياء
التي في عالمنا (بما فيها نحن) والتي تظهر منفصلة ومستقلة عن بعضها البعض هي في الواقع
أجزاء من نموذج عضوي يضم كل شيء، ولا يوجد
في الحقيقة أجزاء من هذا النموذج منفصلة عنه أو منفصلة عن بعضها البعض.
وبالنسبة لي فإن هذا ببساطة يعني أن العلم
بدأ في التماشي معي واللحاق بكل ما ظل يؤكده الأساتذة الروحانيون لقرون عديدة. إن الجسيمات
صغيرة للغاية لدرجة يعجز فهمنا العقلي عن إدراكها. وهي (وأنت منها) الجوهر الحقيقي
للكون، وهي لا تتصرف وفقاً للأساليب التي قام " نيوتين" والعلماء الأوائل بوضعها لها، كما انها ليست في
حاجة إلى الوقت كمتغير بين نقطة وأخرى؛ وذلك لأن الجسيم الموجود في هذه النقطة هو نفسه
الموجود في الأخرى. ويوضح آنف الذكر ذلك قائلاً.
يمكن لأحد الجسيمات هنا أن يتحد أو يتثمل
بأحد الجزيئات هناك (عن طريق مناداته، أو إرسال صورة تليفزيونية إليه، أو التلويح له،
... إلخ)، ولكن ذلك يستغرق وقتاً حتى ولو كان واحداً على ألف من الثانية الواحدة. وإذا
كان الجزيئان في مجرتين مختلفتين فيمكن أن يستغرق هذا قروناً. ولكي يعرف أحد الجزيئات
هنا ما يدور هناك أثناء حدوثه لابد أن يتواجد هناك، ولكن إن كان الجسيم هناك فهو لا
يمكن ان يتواجد هنا في نفس الوقت. فإذا تواجد في المكانين في نفس الوقت فإنه لم يعد
بذلك أحد الجسيمات. وهذا يعني أن الجسيمات ترتبط مع بعضها البعض بطريقة منظمة وحميمة
تتصادف مع تعريفنا للتكامل والتناسق.
إن الجسيمات التي توجد في مكانين في نفس
الوقت تتحدى كل شيء نؤمن به وتتحدى ما هو متعلق بطبيعة وجودنا وبطبيعة الوجود. إننا
بعد أن نطلع على الاكتشافات الحديثة في الفيزياء والأسئلة الجديدة التي يتم طرحها؛
يصبح من الواضح أوجه القصور في وجهات نظرنا القديمة، فحقيقة أننا لا نستطيع أن نرى
كيف يرتبط كل هذا لا تعني أنه غير موجود.
إن كل الذي نعتقد أننا نعرفه عن كيفية ارتباط
أوجه الحياة ببعضها البعض هو في الواقع بعض أنواع الوهم والخداع البصري نقع فيه بأنفسنا
بسبب رؤيتنا المحدودة. وما يبدو على أنه أشياء جامدة ــــ مثل الأحجار ـــــ اتضح أنها
ليست حية فقط بنفس الطريقة التي نحن عليها وإنما أيضاً تتأثر بوسائل لا نهائية بالمثير
كما يتأثر البشر. إنك سوف تعجز عن التمييز بين ما هو حي وما هو جامد عندما تدخل عالم
الميكانيكا الكمية وتحاول أن تحدد طيف ترتبط هذه الجسيمات التي تتكون منها أنت وكل
شيء آخر في عالمنا مع بعضها البعض. والخلاصة هنا هي أن علم الفيزياء وعلم ما وراء الطبيعة
يظهران أن بالكون نظاماً يتجاوز قدرتنا على إدراكه بعقولنا. إن حقيقة أننا نلاحظ شيئاً
بأفكارنا تؤثر على ما نقوم بتدقيق النظر إليه وفحصه، وعلى الرغم من أننا قد نعتقد أننا
بعيدون عن هذا الشيء. وهذه هي الطريقة التي يرتبط بها الجميع بطريقة معقدة يصعب فهمها.
في هذه الرحلة الصغيرة الضئيلة في عالم
علم الفيزياء الحديث؛ نجد أن هذه الجسيمات صغيرة جداً لدرجة أن أحدها في مبنى مكون
من أربعة عشر طابقاً غير مأهول بالسكان يمكن أن يكون في حجم حبة ملح. ولا تنس أن نظرة
خاطفة داخل أقوى ميكروسكوب على سطح الأرض تكشف ملايين على ملايين من المباني ذات الربعة
عشر طابقاً وذلك في أصغر شيء نلاحظه. عندما تتسلح بهذا المفهوم، هل تستطيع أن تبدأ
في الإيمان بمفهوم التزامن؟ وكيف لا؟ إن جوهر العالم الذي نعيش فيه من منظور أصغر الجسيمات
وحتى الفراغ اللامتناهي يبدو وكأنه مكون من نموذج منظم ومتزامن نعد نحن جزءاً منه.
غن كل منا هو بمثابة جسيم هنا وفي مكان آخر في ذات الوقت، وجميعنا يتصل بالنموذج الكبير
الملهم لهذه العملية بأكملها ويتصرف ككائن فريد، ومع ذلك تجدنا مرتبطين في نفس الوقت
بالمخلوقات الأخرى مثل تلك الجسيمات داخل الذرة، داخل الجزيء، داخل الخلية، داخل المخلوق،
داخل الكون. إنه متزامن وتام وكذلك نحن. لا شيء يحدث من قبيل المصادفة. ويكشف علم الفيزياء
الكمية عن أن أصغر الجسيمات تعمل جميعاً مع بعض الكمال الغامض كل على حده وفي انسجام
مع كافة الجسيمات الأخرى في أي مكان في الكون في نفس اللحظة، فليس هناك حاجة إلى فترة
زمنية.
لا يبدو صعباً عندئذ أن نرى أننا نخضع جميعاً
لنفس النظام، إننا جزء من الرقصة المتزامنة التي تبدو مستحيلة. وبينما يبدو إننا نتخذ
قرارات عديدة في إدارة حياتنا اليومية وفي نفس الوقت ـــــ وأقصد في نفس الوقت بالضبط
ــــ فإننا نعد أيضاً جزءاً من الصورة الأكبر التامة والمتقنة بالفعل، وبالتالي تصبح
الحوادث والأشياء العشوائية ببساطة ليست محل نقاش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق